مقدمة :
سمة العصر الذي نعيش فيه سرعة التغير والتجديد بما يتوافق مع ما يطرأ على بنية
المعرفة من إضافات ، وما يطرأ على البناء الاجتماعي من تغيرات ، والتعليم بين هذين
التغيرين : تغير المعرفة والتغير الاجتماعي محاصر بتحديات جمة وعنيفة : فإما أن يتكيف بما يسد الحاجات الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية أو أن يتخلف النظام فى قطر ما ومن ثم يتخلف هذا القطر عن ركب الأمم التي تسبق إلى حضارة القرن الحادي والعشرين .
والتعليم العالى بخصائصه تجعله مسئولا عن تقدم العلم والحضارة فى دولة ما نظراً لأن
هذه المرحلة تتسم بالتخصص العلم والمهني ولقرب العهد بين الدراسة والحياة العلمية فيها لم يعد قاصرا على البحث العلمي الذي يدور فى فلك إداري بيروقراطي جامد مداره الترقي الوظيفي أو الاجتماعي كما لم يقتصر على تدريب الطلاب للزج بهم إلى سوق العمل : إن التعليم العالى غدا أداة نقدية للتحديث والتطوير . وهذه الوظيفة الجديدة للتعليم العالى جديدة عليه لما جد على العصر من تغيرات ، ذلك أن الجامعة منذ إنشائها المبكر كانت مدرسة مهنية للقانون والدين والطب ، وظلت هكذا فى العصور الوسطي ليدرس بها ما عرف باسم الفنون الحرة أو الدراسات العقلية ( وهى اللغات والعلوم والفلسفة والتاريخ وغيرها ) كما كانت تعكس الجامعة الثقافات الإقطاعية التي نشأت بين جنباتها أو فى كنفها وهى بذلك آنئذ ناقلة للثقافة الموجودة أكثر من كونها مبدعة للمعارف الجديدة (1).
إن البحث العلمي والدراسة الجامعية التي هي معبره هو الأداة الفعلية للتقدم التكنولوجي وان نقل هذه الجامعات من إطارها التقليدي الراكد فى حمأة القديم الضارب بجذوره الواهية فى مستنقع البيروقراطية إلى إطار تجديدي يتعامل مع الحاضر والمستقبل من منطلق كون الجامعة الممثل الأول للقيادة العلمية والحضارية فى المجتمع بفضل ما لديها وما تخرجه من كوادر علمية حسن تأهيلها أمسى ضرورة قومية ، وبناء عليه فإن التعليم العالى يسهم فى بناء القوة الذاتية للأمة ويعطيها الثقة بمستقبلها ، لأنه يفتش عن طاقاتها ويحشدها ويعزز ما هو موجود منها ويكشف عما هو كامن فيها وبالتالي فإن أي خلل أو نقص فى هذا النظام التعليمي ينعكس سلبا على حياة الأمة وتقدمها .(1)
إن لب التحديث لا يكمن فلا مجرد تجديد بنية التعليم العالى ومحتوى هذه البنية ، وذلك أن فى عالمنا الدائم التغير تتقادم فيه المعارف بصورة سريعة بل ينطوي لب التحديث على غرس ميكانيزمات مواصلة التعليم مدى الحياة والتعلم الذاتي أو ما يعرف بالتربية المستدامة Education Permenant أو التعليم مدى الحياة Life-Long Study وخير دليل على هذا ما ساقه عياد من أن الخبرات التعليمية التي تقوم عن طريق الخطط الدراسية فى الجامعات بصورة عامة ليست هي الخبرات النمائية المطلوبة للإنسان والمجتمع والهوية الثقافية والتطوير اللازم للحياة ، لذلك نجد أن الخريجين غير قادرين على الإدارات الوظيفية : فدارس الآداب يحفظ كمية من المعارف الأدبية قلت أم كثرت فإنها لا تكسب الدارس كفاية معرفية تمكنه من فهم وتفسير ونقد وتطوير الظاهرة الأدبية فى المجتمع العربي الإنساني ودارس العلوم والرياضيات قد يكون لديه بعض الكفايات المعرفية والمهارات فى حل المسائل العلمية ، ولكنه لا يمتلك كفاية التفكير العلمي ومنهجيته وتقنياته فى حل المشكلات التي تعترض سبيل الإنسان فى الحياة(2) وهذا هو مناط التحديث .
سمة العصر الذي نعيش فيه سرعة التغير والتجديد بما يتوافق مع ما يطرأ على بنية
المعرفة من إضافات ، وما يطرأ على البناء الاجتماعي من تغيرات ، والتعليم بين هذين
التغيرين : تغير المعرفة والتغير الاجتماعي محاصر بتحديات جمة وعنيفة : فإما أن يتكيف بما يسد الحاجات الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية أو أن يتخلف النظام فى قطر ما ومن ثم يتخلف هذا القطر عن ركب الأمم التي تسبق إلى حضارة القرن الحادي والعشرين .
والتعليم العالى بخصائصه تجعله مسئولا عن تقدم العلم والحضارة فى دولة ما نظراً لأن
هذه المرحلة تتسم بالتخصص العلم والمهني ولقرب العهد بين الدراسة والحياة العلمية فيها لم يعد قاصرا على البحث العلمي الذي يدور فى فلك إداري بيروقراطي جامد مداره الترقي الوظيفي أو الاجتماعي كما لم يقتصر على تدريب الطلاب للزج بهم إلى سوق العمل : إن التعليم العالى غدا أداة نقدية للتحديث والتطوير . وهذه الوظيفة الجديدة للتعليم العالى جديدة عليه لما جد على العصر من تغيرات ، ذلك أن الجامعة منذ إنشائها المبكر كانت مدرسة مهنية للقانون والدين والطب ، وظلت هكذا فى العصور الوسطي ليدرس بها ما عرف باسم الفنون الحرة أو الدراسات العقلية ( وهى اللغات والعلوم والفلسفة والتاريخ وغيرها ) كما كانت تعكس الجامعة الثقافات الإقطاعية التي نشأت بين جنباتها أو فى كنفها وهى بذلك آنئذ ناقلة للثقافة الموجودة أكثر من كونها مبدعة للمعارف الجديدة (1).
إن البحث العلمي والدراسة الجامعية التي هي معبره هو الأداة الفعلية للتقدم التكنولوجي وان نقل هذه الجامعات من إطارها التقليدي الراكد فى حمأة القديم الضارب بجذوره الواهية فى مستنقع البيروقراطية إلى إطار تجديدي يتعامل مع الحاضر والمستقبل من منطلق كون الجامعة الممثل الأول للقيادة العلمية والحضارية فى المجتمع بفضل ما لديها وما تخرجه من كوادر علمية حسن تأهيلها أمسى ضرورة قومية ، وبناء عليه فإن التعليم العالى يسهم فى بناء القوة الذاتية للأمة ويعطيها الثقة بمستقبلها ، لأنه يفتش عن طاقاتها ويحشدها ويعزز ما هو موجود منها ويكشف عما هو كامن فيها وبالتالي فإن أي خلل أو نقص فى هذا النظام التعليمي ينعكس سلبا على حياة الأمة وتقدمها .(1)
إن لب التحديث لا يكمن فلا مجرد تجديد بنية التعليم العالى ومحتوى هذه البنية ، وذلك أن فى عالمنا الدائم التغير تتقادم فيه المعارف بصورة سريعة بل ينطوي لب التحديث على غرس ميكانيزمات مواصلة التعليم مدى الحياة والتعلم الذاتي أو ما يعرف بالتربية المستدامة Education Permenant أو التعليم مدى الحياة Life-Long Study وخير دليل على هذا ما ساقه عياد من أن الخبرات التعليمية التي تقوم عن طريق الخطط الدراسية فى الجامعات بصورة عامة ليست هي الخبرات النمائية المطلوبة للإنسان والمجتمع والهوية الثقافية والتطوير اللازم للحياة ، لذلك نجد أن الخريجين غير قادرين على الإدارات الوظيفية : فدارس الآداب يحفظ كمية من المعارف الأدبية قلت أم كثرت فإنها لا تكسب الدارس كفاية معرفية تمكنه من فهم وتفسير ونقد وتطوير الظاهرة الأدبية فى المجتمع العربي الإنساني ودارس العلوم والرياضيات قد يكون لديه بعض الكفايات المعرفية والمهارات فى حل المسائل العلمية ، ولكنه لا يمتلك كفاية التفكير العلمي ومنهجيته وتقنياته فى حل المشكلات التي تعترض سبيل الإنسان فى الحياة(2) وهذا هو مناط التحديث .